top of page
بحث

دليل إستنفاد الحقوق لدى مؤسسة التأمين الوطني

  • Zap Group
  • 2 نوفمبر
  • 3 دقيقة قراءة

"التأمين الوطني بجانبك في لحظات حياتك المهمة" - هذا هو الشعار المألوف الذي يرافقنا في كل إعلان وكل وثيقة حكومية. ولكن ماذا يحدث عندما تحين اللحظة الحاسمة؟ عندما تُصاب في حادث عمل، أو تُعاني من مرض خطير، أو ترعى طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة؟ فجأة، يتحول النظام الذي كان من المفترض أن يدعمك إلى متاهة بيروقراطية معقدة، حيث تحل استمارات لا حصر لها، ولجان طبية مُرهقة، وإجراءات طويلة بدلاً من الدعم الموعود.

 

الحقيقة المُحبطة هي أن مؤسسة التأمين الوطني، التي يُفترض أن تكون الوجهة المُثلى للمساعدة عند الحاجة، أصبحت على مر السنين مؤسسةً مُعقدةً وبيروقراطيةً لا تُقدم دائمًا الاستجابة المُناسبة للمستحقين. يتنازل آلاف المواطنين عن حقوقهم المشروعة سنويًا، لمجرد عدم معرفتهم بكيفية التعامل مع النظام أو خوفهم من تعقيده.



حقوقك - ما الذي تستحقه بالفعل؟

توفر مؤسسة التأمين الوطني مجموعة واسعة من الحقوق والمخصّصات لمن يحتاجها:


مخصّصات الإعاقة العامة - لمن تضررت قدرتهم على الكسب بسبب مرض أو حادث. يمكن أن تصل المخصّصات إلى آلاف الشواقل شهريًا، حسب درجة الإعاقة والحالة الإجتماعية.


العاملون المصابون في العمل - يحق للعامل المصاب في حادث عمل أو الذي يعاني من مرض مهني الحصول على رسوم إصابة مؤقتة، وإذا استمرت الإعاقة، يحق له الحصول على مخصّصات دائمة أو منحة لمرة واحدة.


خدمات خاصة - مخصّصات لمن يحتاجون إلى مساعدة كبيرة في أنشطتهم اليومية، كالاستحمام وارتداء الملابس والتنقل. وتقدم هذه المخصّصات بالإضافة إلى مخصّصات الإعاقة.


التنقل - حقوق لذوي الحركة المحدودة، بما في ذلك بطاقة إعاقة، وإعفاء من الرسوم، وقرض لشراء سيارة، وأحيانًا مخصّصات شهرية.


إعفاء من ضريبة الدخل - لأولئك الذين تم تحديد أنهم يعانون من إعاقة بنسبة 90٪ أو أكثر لفترة طويلة.



لماذا يعد معرفة ما تستحقه أمرًا معقدًا للغاية؟

تكمن المشكلة الرئيسية في أن مؤسسة التأمين الوطني لا تبذل جهدًا كافيًا لشرح حقوق المواطنين. فالاستمارات معقدة، والمعلومات متناثرة، ومعايير الإستحقاق ليست واضحة دائمًا. لكل نوع من أنواع المخصّصات شروط مختلفة، وفي كثير من الأحيان قد يستحق الشخص عدة مخصّصات في نفس الوقت دون أن يعلم بذلك.

 

بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم النظام بطريقة تخلق "مرشحات" - أي أن الشخص الذي لا يعرف كيفية عرض حالته بشكل صحيح، أو لا يحضر المستندات المطلوبة، أو لا يستعد بشكل صحيح للجنة الطبية، قد يتلقى الرفض حتى لو كان يستحق المخصّصات حقًا.



كيف تقوم بتقديم الدعوى بشكل صحيح؟

•   تبدأ العملية بجمع وثائق طبية كاملة ودقيقة. لا يكفي جمع التفاصيل الأساسية فقط، بل يجب جمع جميع الوثائق ذات الصلة: الآراء الطبية، وملخصات الاستشفاء، ونتائج الفحوصات، وقوائم الأدوية، وتصاريح العلاج. كل تفصيل قد يكون بالغ الأهمية.

 

•      الخطوة التالية هي ملء الإستمارات بدقة ووضوح. من المهم وصف القيود والصعوبات بالتفصيل، دون مبالغة أو إغفال. تأكد من استخدام التواريخ بدقة، وتأكد من ملء جميع الحقول.


• يجب تقديم الدعوى في الوقت المحدد - هناك مواعيد نهائية مختلفة لأنواع مختلفة من الدعاوى، وقد يؤدي تفويت الموعد النهائي إلى فقدان الحقوق أو تخفيض الدفع بأثر رجعي.



اللجنة الطبية - المرحلة الحاسمة

في معظم الحالات، تتضمن الدعوى المثول أمام لجنة طبية. وهذه هي المرحلة الحاسمة التي تُحدد مصير الدعوى. وتقوم اللجنة بفحص الوثائق الطبية، وإجراء مقابلة مع مقدم الدعوى، وفي بعض الأحيان إجراء فحص جسدي.

 

يشمل التحضير الجيد للجنة فهم الأسئلة التي قد تُطرح، والتدرب على وصف القيود بوضوح ودقة، وإحضار جميع الوثائق ذات الصلة. يُنصح بالحضور برفقة مرافق للمساعدة في عرض المعلومات وتقديم الدعم المعنوي.



ماذا تفعل عندما يتم رفض الدعوى؟

الرفض الأولي ليس نهاية المطاف. في الواقع، تُقبل نسبة كبيرة من الدعاوى التي تُرفض في البداية بعد الاستئناف.


هناك عدة طرق للاستئناف:

الاستئناف أمام لجنة الاستئناف الطبية - وهي لجنة ذات مستوى أعلى تعيد النظر في الحالة، وفي بعض الأحيان مع إجراء فحص جسدي متكرر.

 

- الاستئناف أمام لجنة الدعاوى - في بعض الحالات حيث تم الرفض من قبل الموظّف وليس لجنة طبية.

 

الاستئناف أمام محكمة العمل - إذا تم رفض الاستئناف الداخلي أيضًا، فيمكنك الاستئناف أمام المحكمة القضائية.

 

من المهم الالتزام بالمواعيد النهائية لتقديم الإستئنافات - والتي عادة ما تكون بين 30 إلى 60 يومًا من تاريخ تلقي إشعار الرفض.



الطريق الآمن - المرافقة المهنية

يُثبت الواقع أن من يتلقون المرافقة المهنية من محامٍ متخصص في التأمين الوطني يزيدون فرص نجاحهم بشكل ملحوظ. فالمحامِي المتمرس يعرف كيفية هيكلة القضية بشكل صحيح، وكيفية إعداد المُتقدم للجنة، وكيفية إدارة الاستئناف بفعالية عند الحاجة.

 

رسوم الأتعاب محددة قانونًا وتعتمد على نسبة مئوية من المخصصات المعتمدة، فلا خوف من تكاليف باهظة. وبالمقارنة مع احتمال فقدان حقوق

تُقدر بآلاف الشواقل شهريًا، فإن الاستثمار في المرافقة المهنية استثمارٌ مُجدٍ.

 

من المفترض أن يدعمك التأمين الوطني، لكنه في الواقع يعمل كنظام بيروقراطي يتطلب معرفة مهنية للنجاح في التعامل معه. لا تتنازل عن حقوقك بسبب تعقيد النظام أو خوفك منه. بالتحضير الجيد والمرافقة المناسبة، يمكن لمعظم المستحقين الحصول على مستحقاتهم بموجب القانون. لست وحدك في هذا النضال، فهناك طرق فعّالة لتحقيق العدالة حتى في أكثر الأنظمة تعقيدًا.


ree

 
 
 

تعليقات


bottom of page